محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القيامة

صفحة 557 - الجزء 4

سورة القيامة

  

  {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١} أكد الله سبحانه وتعالى قسمه بـ «لا» كما ذكر ذلك الهادي # أن «لا» تفيد زيادة التأكيد هنا.

  وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بيوم القيامة لعظم شأنه، وما له من الخطر العظيم الذي ينبغي أن ينظر المكلفون في شأنه وعظمته؛ ليستعدوا له.

  {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ٢}⁣(⁣١) وكذلك أقسم الله سبحانه وتعالى بالنفس التي تلوم صاحبها على التقصير في حق الله تعالى، وما يلزم له من التقوى والطاعة لما فيها من الآية الدالة على عظيم قدرة الله وعلمه وحكمته من جهة كونها تلوم صاحبها عند ارتكابه لمعصية أو اقترافه لخطيئة.

  {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ٣ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ٤}⁣(⁣٢) ثم استنكر الله سبحانه وتعالى على الإنسان الكافر كيف يظن أن الله تعالى لن يبعثه


(١) سؤال: هل هذه النفس اللوامة موجودة عند كل المكلفين أم لا؟ ولو تفضلتم بإيراد التعليل على ذلك؟ وهل يحصل لومها على كل معصية أم كيف؟

الجواب: النفس اللوامة هي في كل مكلف، وذلك أن فطرة العقل ودواعيه الحكيمة لا تزال تنبه النفس وتدعوها وتصيح عليها وتكشف لها وجه القبح وشناعته وسوء عاقبته فتتأثر النفس وتنكمش وتضيق وتخاف وتخزى ثم تندم وتتوب إلى الله وتعتذر عند من أساءت إليه.

وقد يقال: فما بال أكثر العصاة لا يتوبون ولا يرجعون؟ فيقال: إن نفوسهم تتأثر بداعي الحكمة وتضيق إلا أنهم لشدة رغبتهم وشهوتهم في الحرام يحاربون تلك الدواعي الحكيمة ويهربون منها بالتلهي بما يشغلهم عن ذكرها، ومع ذلك فإن الداعي الحكيم لا يغيب ولكنه يضعف بكثرة المعاصي والجرائم {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٤}⁣[المطففين].

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «ألن نجمع» وقوله: «بلى قادرين»؟

الجواب: «أن» مصدرية مسبوكة مع ما بعدها بمصدر منصوب ساد مسد مفعولي يحسب. «بلى» حرف جواب أي: بلى نجمعها. «قادرين» حال من فاعل الفعل المقدر.