سورة القمر

  {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ١} اقتربت الساعة وأوشكت على الحلول ومن أماراتها أن تنشق القمر فانتبهوا من غفلتكم أيها الناس⁣^(⁣١).

  {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ⁣^(⁣٢) مُسْتَمِرٌّ ٢ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ٣} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن المشركين بأن النبي ÷ كلما أطلعهم على آية من آيات الله الدالة على وحدانية الله وعلى قدرته وعظمته فإنهم يعرضون عنها أشد الإعراض، ويستكبرون عن التصديق والإذعان بعد أن يعرفوا صحتها، ثم يرمون النبي ÷ بالسحر والافتراء والجنون، وكلما جاءهم بآية من آيات الله كذبوا بها وركضوا وراء شهواتهم وأهوائهم وشركهم وباطلهم، ولكن فليعلم أولئك المكذبون أن كل ما توعدهم به ربهم قد حق عليهم، ولا بد أن يقع بهم.

  {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ٤ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ}⁣^(⁣٣) وقد أعذر الله

(١) سؤال: يقال: ظاهر هذا أن الانشقاق سيقع في المستقبل فهل هو كذلك؟ أم أنه قد وقع في عصر النبي ÷؟

الجواب: الانشقاق سيقع في المستقبل وإنما عبر بالفعل الماضي لتحقق وقوعه في المستقبل أي ليشير به إلى أن وقوعه أمر محقق، ولو أنها قد انشقت في عصر النبي ÷ انشقاقاً ظاهراً للناس لاشتهر الخبر في الدنيا وتناقلت الأجيال خبر انشقاقها ولذكرها المؤرخون من أهل الملل وغيرهم من مؤرخي الأمم المختلفة.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «سحر»؟

الجواب: يعرب خبراً لمبتدأ محذوف أي: هي سحر مستمر أي: الآية سحر مستمر.

(٣) سؤال: ما معنى «من» في قوله: «من الأنباء»؟ وبماذا تعلق؟ وما إعراب: «حكمة بالغة»؟

الجواب: «من» لبيان الجنس المبهم الذي في «ما» وهو متعلق بمحذوف حال من «ما» في قوله: «ما فيه». «حكمة» بدل من «ما». «بالغة» صفة.