محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأعلى

صفحة 627 - الجزء 4

  الإسلام، وكيد الله تعالى فوق كيدهم، وقوته فوق قوتهم، ولن يفلتوا من قبضته، فانتظر يا محمد واصبر فسينتقم الله تعالى من المشركين وينزل بهم عذابه وغضبه.

  * * * * *

سورة الأعلى

  

  {سَبِّحِ اسْمَ⁣(⁣١) رَبِّكَ الْأَعْلَى ١ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ٢ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى⁣(⁣٢) ٣ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ٤ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ٥} نزه ربك يا محمد عن الشريك والولد والشبيه والمثيل الذي خلق المخلوقات فأحسن بحكمته خلقها، والذي قدر خلقها فهداها إلى مصالحها ومراشدها، وأخرج بقدرته المرعى والنبات، فبعد خضرته جعله يابساً متفتتاً أسود.

  {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى ٦ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ٧} طَمْأَن الله تعالى نبيه ÷ من تفلت القرآن من صدره، وأخبره أنه لن ينساه إلا ما محاه الله تعالى بالنسخ⁣(⁣٣) من صدره على حسب ما تقتضيه حكمته وعلمه فإنه العليم


(١) سؤال: ما النكتة في إطلاق التسبيح على اسم الرب دون الرب تعالى؟

الجواب: قد يكون ذلك لأجل تنزيه اسم الله عن أن يسمى به غيره فقد كانوا يسمون الأصنام أرباباً وآلهة و ... إلخ، {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ...}⁣[الأعراف: ١٨٠]، أي: يسمون بها غيره، وقد يكون هذا التفسير مقبولاً لما فيه من البقاء على الظاهر والسلامة من تقدير الزيادة.

(٢) سؤال: ما السر في حذف مفاعيل كل هذه الأفعال: خلق، فسوى، قدر، فهدى؟

الجواب: قد يكون السر هو إرادة التعميم لجميع المفعولات، وقد يكون الوجه هو تنزيل تلك الأفعال منزلة الأفعال اللازمة؛ لأن الغرض والقصد إثبات الخلق والتسوية والتقدير: لله من غير نظر إلى تعلقها بمفعولات كقوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى ...}⁣[الليل: ٥].

(٣) سؤال: هل من قرينة على أن المراد به المنسوخ من كتابه الكريم؟ وهل يلزمنا من هنا القول بجواز نسخ اللفظ دون الحكم كما في: الشيخ والشيخة إذا زنيا ... أم لا؟

=