سورة البقرة
سورة البقرة
  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم ١ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ٢ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ٣ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ٤ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٥}:
  {الم} من حروف الهجاء، افتتح الله تعالى بها بعض سور القرآن لفوائد منها:
  ١ - ليستدعي بذلك الافتتاح إصغاء المشركين، وفتح آذانهم للاستماع إلى آيات القرآن، وذلك لما في هذا الافتتاح من الغرابة التي لم يعهدها العرب في كلامهم.
  ٢ - وللإشارة إلى أن هذا القرآن الذي تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله هو من جنس كلامهم المركب من حروف الهجاء.
  ٣ - وللإشارة إلى أن الحروف التي افتتحت بها بعض سور القرآن هي الأكثر استعمالاً في كلمات القرآن، والحروف المفتتح بها في سور القرآن هي: «أ - ل - م - ص - ر - ك - هـ - ي - ع - ح - س - ن - ق - ط»، وبذلك يكون لهذه الحروف الفضل على سائر حروف الهجاء.
  - ومن الفوائد: تسمية السورة بما افتتحت به من الحروف، فيقال: سورة «ص» وسورة «ق»، وسورة «طه» و ... إلخ.
  - وقد قيل: إنها حروف أقسم الله بها، وقيل: إنها رموز، أي: أن كل حرف رمز إلى اسم من أسماء الله تعالى أو إلى عدد.
  - وهذه السورة من السور التي نزلت في المدينة المنورة، وهي أطول سور القرآن الكريم، وفيها أطول آية، وفيها آية الكرسي أفضل آية.
  وقد افتتح الله سورة البقرة بصفات المؤمنين وختمها بذكر صفات المؤمنين، وذكر فيما بين ذلك ما اختص الله تعالى به بني إسرائيل من الآيات، وما أنعم به عليهم من الفضل العظيم بالتفضيل، وبيان ما حصل منهم من التمرد، وكيف قابلوا نعم الله فيهم،