سورة سبأ
سورة سبأ
  
  {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ١} لا يستحق الحمد والثناء والمدح إلا الله سبحانه وتعالى وحده، دون غيره من الآلهة التي يدعونها ويعبدونها من دون الله، فليست إلا أحجاراً ينحتونها بأيديهم، ولا تستحق شيئاً من التعظيم والتقديس.
  ويستحق الله سبحانه وتعالى الحمد لأنه وحده المسيطر على السماوات والأرض وما فيهما بقدرته، وهو وحده المتفرد بجلائل النعم ودقائقها على جميع الخلق، وكذلك يستحقه في الآخرة لأنه مالك يوم الدين وجميعُ نعم الآخرة من الثواب والجزاء بيده وحده.
  ثم وصف نفسه بالحكيم؛ لأن جميع أفعاله لا تصدر إلا على مقتضى الحكمة وما تدعو إليه المصلحة، وكل ما في السماوات وما في الأرض قد خلقه الله سبحانه وتعالى لحكمة عظيمة، ولم يخلق شيئاً لغير فائدة أبداً، ومنافع مخلوقاته وفوائدها كلها تعود على عباده من الجن والإنس والملائكة، ثم وصف نفسه بأنه الخبير أي العالم بكل ما في السماوات وما في الأرض وكل ما يحدث فيهما، ولذا عقب ذلك بقوله:
  {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ} أي كل ما اختفى بداخلها وتوارى أوساط أحشائها وبواطِنِها أو دخل فيها من مطر وغيره.
  {وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ} وكذلك يعلم بكل ما يخرج منها من النبات والحيوان ونحو ذلك فلا يخفى عليه خافية، وكذلك بكل ما ينزل من السماء من الخير والشر.
  {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} وكذلك لا يخفى عليه شيء مما يصعد إلى السماء من أعمال العباد.
  {وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ٢} ثم وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه الرحيم