محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الجن

صفحة 527 - الجزء 4

سورة الجن

  

  {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا⁣(⁣١) ١ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ٢} حضر نفر⁣(⁣٢) من الجن مجلساً للنبي ÷ فسمعوه⁣(⁣٣) يقرأ القرآن، فتعجبوا مما سمعوا، وعرفوا أن هذا الكلام ليس من كلام البشر، فآمنوا به وصدقوه، فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ يخبره بأمرهم وما كان منهم، وأنهم عادوا إلى قومهم بعد سماع القرآن يحذرونهم، ويخبرونهم بما رأوه وما سمعوه من القرآن، وأنهم قد آمنوا به وصدقوه.

  {وَأَنَّهُ⁣(⁣٤) تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا⁣(⁣٥) اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ٣ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ


(١) سؤال: هل هذا المصدر حال محل اسم الفاعل أم محل فعيل «عجيباً»؟

الجواب: «عجباً» مصدر وصف به للمبالغة.

(٢) سؤال: هل عرف عدد هؤلاء النفر؟

الجواب: النفر يقال لما بين الثلاثة والعشرة، وقد قيل أن المستمعين من الجن سبعة والله أعلم.

(٣) سؤال: هل سمعوا القرآن فقط من غير محادثة جرت بينهم وبين النبي ÷؟ وهل استنتجوا توحيد الله وتنزيهه من خلال القرآن فقط؟ أم قد كانوا موحدين من قبل؟

الجواب: لم تجر بينهم وبين النبي ÷ محادثة بدليل هذه الآية: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ ...} وقد استفادوا من خلال استماعهم للقرآن توحيد الله والإيمان به فقط بدليل: {قُرْآنًا عَجَبًا ١ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ...} والقرآن مشتمل على ما يدل أن الله تعالى هو الذي خلق السموات والأرض وما بينهما دون ما عبد من دون الله فإنها لم تخلق شيئاً، وسماع مثل هذا يكفي العاقل، وقولهم في آية الأحقاف: {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ...}⁣[الأحقاف: ٣٠]، يدل على أنهم كانوا مؤمنين بموسى # وبالتوراة.

(٤) سؤال: ما الوجه في فتح همزة «أن» مع أن ظاهرها العطف على «إنا سمعنا»؟

الجواب: قد قالوا إنها فتحت عطفاً على محل الضمير المجرور في «آمنا به» أي: وبأنه تعالى جد ربنا.

(٥) سؤال: ما الوجه في فصل هذه الجملة عن سابقتها؟

الجواب: جملة «ما اتخذ صاحبة ولا ولداً» في محل رفع خبر «أن»، وجملة «تعالى جد ربنا» لا محل لها معترضة.