محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النازعات

صفحة 588 - الجزء 4

سورة النازعات

  

  {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا⁣(⁣١) ١ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ٢ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ٣ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ٤ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ٥} النازعات: هي الرياح⁣(⁣٢) الشديدة التي تنزع المياه من البحر، وتحملها وتجمعها في السماء حتى تتكثف وتتجمع على شكل سحاب⁣(⁣٣). ومعنى «غرقاً»: أنها تنزع الماء بشدة وقوة.

  والناشطات: هي الرياح⁣(⁣٤) التي تأخذ الماء العذب من بين المالح.

  والسابحات: الرياح تسبح بذلك الماء في السماء وتسوقه إلى البلدان.


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «غرقاً» تفصيلاً مع الكلام على نوعية اسميتها؟

الجواب: «غرقاً» مفعول مطلق، والإغراق هو نوع من النزع، و «غرقاً» هو مصدر أغرق بحذف الزوائد، وقد كان الأصل إغراقاً، ويصح أن يقال: إن غرقاً مصدر غَرَق يغرُق من باب نصر، فوضع موضع إغراقاً لعدم اللبس.

(٢) سؤال: هل يصح أن نحمل «النازعات غرقاً» على الملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعاً شديداً مؤلماً، و «الناشطات نشطاً» عليها حين تنزع أرواح المؤمنين بسهولة؟ أم ترونه ضعيفاً فما وجه ضعفه؟

الجواب: قد اعتمدنا في التفسير تفسير الإمام القاسم بن إبراهيم # وقد قال أيضاً: إنه كذلك صح في الروايات والأخبار، فيرجح تفسيره على غيره.

(٣) سؤال: يقال: وهل هذا يعارض ما مر لكم أن تجمع السحاب يأتي من تبخر مياه البحار لا من حمل الرياح لها، أم لا؟

الجواب: لا معارضة، فأصل السحاب هو من تبخر مياه البحار، والرياح تأتي فتنتزعه من هناك وترفعه وتسوقه إلى حيث يشاء الله.

(٤) سؤال: يقال: قد مر لكم في الصافات أن «الزاجرات» هي الملائكة المكلفون بسوق الرياح والسحاب فهلا جعلتم «الناشطات» مثلها؟

الجواب: هناك قرينة في الصافات على أن المراد الملائكة، وهنا صح ما ذكرنا عن أئمة أهل البيت.