سورة الذاريات
سورة الذاريات
  
  {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ١ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ٢ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ٣(١) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ٤ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ٥ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ٦} أقسم الله سبحانه وتعالى بالرياح التي تذرو الرمال والتراب وتلقح به الأشجار، وهي آية من عظيم آياته الدالة على قدرته وعلى ربوبيته، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بها ليلفت انتباههم إلى آيته العظيمة هذه وينظروا ويتفكروا فيها.
  ومعنى «الحاملات وقراً، فالجاريات يسرا»: الرياح التي تحمل السحاب المحمل بالماء ثم تجري به في السماء وتسوقه بقدرته تعالى إلى مختلف البلاد التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يسقيها(٢).
  وقد أقسم الله تعالى بذلك للمشركين ليؤكد لهم صدق ما وعدهم من البعث والحساب والجزاء.
(١) سؤال: من فضلكم هل قوله: «وقراً» مفعول به للحاملات؟ أم صفة لمصدر محذوف؟ وهل الثاني منهما هو إعراب «يسراً»؟ وما فائدة الفاء في دخولها على الثلاثة المقسم بها؟
الجواب: «وقراً» مفعول به للحاملات، «يسراً» مفعول مطلق أي: جرياً يسراً كما ذكر في السؤال، وجاءت الفاء في الثلاثة للترتيب والتعقيب فتأتي الريح أولاً فتذرو الغبار وبخار الماء فيتكون بعد ذلك بمشيئة الله وحكمته السحاب الحامل للماء، فيعقب ذلك سير السحاب الحامل للماء في السماء وأخيراً يُنْزِل الله الماء من السحاب حيث يشاء من البقاع، والريح هي التي تذرو وتحمل السحاب وتسوقه، وتخرج منه المطر بإرادة الله ومشيئته.
(٢) سؤال: يظهر من كلامكم أن «المقسمات أمراً» لا زال من أوصاف الريح، فما المرجح لذلك؟ وهل يصح أن يحمل على الملائكة التي تنفذ إرادة الله بتوزيع وتدبير أمور الخلق أم لا؟
الجواب: اخترنا تفسير المقسمات بالريح للتناسب والتلاؤم بين المتعاطفات وقد فسرت أيضاً بالملائكة كما ذكرتم، وليس ثمة مانع من تفسيرها بالتفسيرين.