سورة الصف
سورة الصف
  
  {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ(١) تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ٣} كل ما خلق الله في السموات والأرض ناطق وشاهد بلسان حاله على عظمة خالقه ومبدعه وأنه الإله الحق الذي تحق له الطاعة والعبادة دون ما يعبده المشركون من الأصنام والشياطين وغيرها.
  وفي الآية الثانية يستنكر الله سبحانه وتعالى على الذين بايعوا النبي ÷ على السمع والطاعة وعاهدوه على نصرته في المنشط والمكره، ثم تخاذلوا(٢) عن الوفاء بعهدهم وبيعتهم، وأخبرهم أن هذه معصية كبيرة عنده تعالى، وأنه يمقت ذلك أشد المقت، ويبغضه أشد البغض.
(١) سؤال: فضلاً لو أعربتم «لم تقولون»؟ وكذا: «كبر مقتاً أن تقولوا»؟
الجواب: «لم» جار ومجرور متعلق بـ «تقولون»، والاستفهام إنكاري توبيخي. «تقولون» مضارع والواو فاعل. «كبر» فعل ماض للذم. «مقتاً» تمييز والفاعل مستتر أي: كبر المقت. «أن تقولوا» في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالذم، والجملة التي قبله في محل رفع خبر مقدم.
(٢) سؤال: فضلاً من أين يمكن لنا الفهم أنه بسبب هذا الشيء؟ وهل يدخل فيه حديث الإنسان عن نفسه بأشياء لم يكن يفعلها؟ وكذا بأنه سيفعلها ثم لم يفعلها، أم لا؟ وضحوا لنا ذلك.
الجواب: الدليل على ما ذكرنا من أن المراد بهذا الذين بايعوا رسول الله ÷ على السمع والطاعة والنصرة له ووعدوه القتال معه والجهاد بين يديه و ... إلخ هو ما جاء بعدها من قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ٤} ولا يدخل ما ذكرتم في هذا الذم الكبير الذي وصف بـ «كبر مقتاً» والمقت: أشد البغض عند الله، ولا ينبغي أن يدخل فيه إلا ذنب كبير كنقض العهد والبيعة أو كترك فريضة واجبة أو نحو ذلك من عظائم الدين، وما ذكرتم وإن كان معصية ليس بهذه المنزلة من العظم.