سورة الزلزلة
  يعملون الأعمال الصالحة بأنهم خير البرية وأعد لهم الجزاء الجزيل والثواب العظيم في جنات الإقامة التي تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، وقد فازوا برضوان الله تعالى عنهم، ورضوا بما قد أعطاهم من الثواب.
  ثم إن الله سبحانه وتعالى يعطي مثل(١) هذا الثواب لكل من خشي الله تعالى بفعل طاعاته واجتناب معاصيه.
  * * * * *
سورة الزلزلة
  
  {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا(٢) ١ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ(٣) أَثْقَالَهَا ٢ وَقَالَ
=
الجواب: يصح في جملة «جزاؤهم ..» أن تكون في محل رفع خبر ثان، ويصح أن تكون استئنافاً بيانياً أي: في جواب سؤال مقدر كأنه قيل: فما جزاؤهم، وجملة «تجري من تحتها ..» صفة ثانية مرفوعة لجنات، ويجوز أن تكون في محل نصب حال لتخصيص جنات بالإضافة. وفصلت جملة «¤» لكونها مستأنفة لتأكيد الوعد «جزاؤهم»، ويجوز أن تكون خبراً ثالثاً لـ «إن الذين آمنوا». وفصلت جملة «ذلك لمن خشي ..» لكونها استئنافاً بيانياً في جواب سؤال مقدر.
(١) سؤال: من أين نفهم هذا؟ وهل يصح أن نحملها على أن تكون الخشية شرطاً مع الإيمان والعمل الصالح اللذين أفادتهما أول الآية أم كيف؟
الجواب: فهم ذلك من العموم أي: عموم الموصول «من»، والخشية شرط كما ذكرتم لا بد منه مع الإيمان والعمل الصالح إلا أن الخشية إذا حصلت حصل معها الإيمان والعمل الصالح لأنهما من لوازم الخشية فمن خاف شيئاً اتقاه.
(٢) سؤال: ما الوجه في إضافة المصدر إلى ضمير الأرض في قوله: «زلزالها»؟
الجواب: الإضافة للتعريف العهدي أي: زلزالها الذي سبق تعريفكم به في آيات كثيرة.
(٣) سؤال: ما الوجه في إسناد الإخراج إلى الأرض؟ ومن أي أقسام المجاز؟
الجواب: الوجه في ذلك هو أن المجاز باب من أبواب البلاغة ويسمى هذا المجاز بالمجاز العقلي أو مجاز الإسناد.