سورة نوح
سورة نوح
  
  {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ(١) أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ١} أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ قصة نوح # مع قومه لما فيها من العظة والعبرة لقومه من قريش لعلهم يعتبرون بما جرى عليهم فيرتدعوا عن كفرهم وضلالهم، وليتسلى النبي ÷ عما هو فيه من تكذيب قومه وأذاهم؛ فأخبره أنه قد أرسل إليهم نوحاً #، وأمره أن ينذرهم ويحذرهم من تماديهم في الكفر والطغيان والفساد، ويخبرهم أنه قد أوشك أن يحل عذاب الله تعالى وسخطه عليهم إن لم يقلعوا عما هم عليه.
  {قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ٢ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ٣ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٤} فدعا قومه إلى الإيمان بالله تعالى وإلى عبادته، وترك عبادة ما دونه من الآلهة التي ينحتونها بأيديهم، وأمرهم أن يتقوا الله تعالى ويتقوا عذابه وسخطه أن يحل بهم.
  وأخبرهم أنهم إن أطاعوه واتقوه فإنه سيغفر لهم ما قد سلف من شركهم وسيئاتهم، وسيرفع عنهم العذاب الذي قد استحقوه وقد أوشك أن يحل بهم ويقطع آجالهم، وأنه سيؤخرهم إلى أن يستوفي كل منهم أجله الذي كتبه الله تعالى له، وأخبرهم بأن يحذروا نزول عذاب الله تعالى بهم؛ لأنه إن نزل(٢) بهم فلا راد له
(١) سؤال: ما معنى «أن» في قوله: «أن أنذر»؟ وبم تعلق قوله «من قبل»؟
الجواب: «أن» مفسرة لأن في الإرسال معنى القول، و «من قبل» متعلق بأنذر.
(٢) سؤال: يقال: ظاهر هذا أن معنى قوله «أجل الله» وقت عذابه فهلا أمكننا أن نجعله وقت قبضه لأرواحهم موافقة لقوله: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ٣٤}[الأعراف]، وهل ستحل إشكالات المسألة في كونه أجلاً أم أجلين لو قلنا إن أجل قوم نوح واحد وهو وقت قبض أرواحهم لكنه مشروط إن اتقوا وأطاعوا بلغوا إلى كذا وكذا وإن لم يتقوا ويطيعوا أخذوا في كذا وكذا وهو في علم الله واحد فقط وهو ما انتهت إليه حالهم فإذا حصل هذا =