سورة آل عمران
سورة آل عمران
  
  {الم ١ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ٢} افتتحت هذه السورة بحروف من حروف الهجاء، والسبب في ذلك أن المشركين كانوا يعرضون عن سماع القرآن فحين سمعوا هذه الحروف المقطعة، تعجبوا ودعاهم تعجبهم إلى الاستماع، وقد مر الكلام على مثلها في أوائل سورة البقرة.
  والإلهية لا تحق إلا لله وحده جل وعلا؛ لأنه هو وحده الذي يتصف بصفات الكمال، فهو الحي القائم بتدبير شؤون السماوات والأرض وما بينهما من الخلائق.
  {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}(١) نزل القرآن متلبساً بالحق، والحق مصاحب له؛ فهو يتحدث عن آيات الله المبثوثة في السماوات والأرض وما فيها من بدائع الصنعة وما تحمل من آثار قدرة الله وعلمه وحكمته وما فيها من مظاهر رحمته بخلقه، وما اشتملت عليه من المصالح والمنافع، ويوجه العقول إلى النظر والتفكر في تلك الآيات، ثم إن العقل إذا نظر وتفكر فيما ذكره الله من آياته يجد الحق ظاهراً جلياً مكشوفاً فيذعن للإيمان بالله والتصديق بجلاله وعظمته ويخلص له العبادة ويترك ما سواه من المعبودات التي لا تنفع ولا تضر.
  {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}(٢) أي: القرآن مصدق للذي قبله من التوراة
(١) سؤال: هل معنى الباء في «بالحق» الملابسة؟
الجواب: الباء للملابسة والمصاحبة، و «بالحق»: حال من الكتاب، و «مصدقاً»: حال أيضاً من الكتاب.
(٢) سؤال: فيم صدق القرآن الكتب السابقة؟
الجواب: صدقها في أخبار الأنبياء À وقصصهم، وصدقها في آيات عظمة الله وتوحيده وعدله والبعث والحساب والثواب والعقاب، وصدقها أيضاً في أخبار الأمم التي كفرت برسالات الله وكذبت رسله، وكيف كانت عاقبتهم، فكان هذا التصديق دليلاً واضحاً على صدق ما جاء به محمد ÷ من عند الله؛ لأنه ÷ لم يخالط أهل الكتاب، ولا قرأ كتبهم منذ بداية نشأته إلى حين جاء بالقرآن.