سورة فصلت
سورة فصلت
  
  {حم ١ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٢} أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن هذا القرآن الذي أنزله عليه إنما هو تنزيل من الرحمن الرحيم(١)، وأمره أن يخبر قومه بذلك، وأنه لم يفتره ولم يأت به من قبل نفسه، وأنه أنزله رحمة بعباده ليستنقذهم به من ظلمات الشرك والجهل والضلال إلى نور الحق والهدى والفوز بالنعيم والثواب الدائم.
  {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ٣}(٢) وأن يخبرهم بأنه كتاب الله تعالى الذي قد وضح فيه آياته لهم وبينها بلسانهم ولغتهم إن أرادوا أن يتدبروا في آياته ويعقلوها، ولكن الذين أعمى الشرك أبصارهم وبصائرهم قد أصبحت قلوبهم مقفلة عن قبوله لا تفقه شيئاً منها أو تعقله، ولا يفهمه ويتدبره إلا أهل العقول الزاكية.
  {بَشِيرًا وَنَذِيرًا} وأخبره أن فيه تبشير المؤمنين بالثواب العظيم والفوز والنعيم الدائم في جنات النعيم، وكذلك فيه إنذار المكذبين به والمتمردين عن آياته بالعذاب العظيم في نار جهنم خالدين فيها أبداً.
  {فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ٤}(٣) ولكن أعرض عن آياته والإيمان
(١) سؤال: من فضلكم فهل يكون قوله: «حم» مبتدأ وخبره «تنزيل» أم كيف؟
الجواب: يجوز أن تعرب كما ذكرتم، وأن تعرب «تنزيل» مبتدأ، و «كتاب» خبره، وأن يكون «تنزيل» خبراً لمبتدأ محذوف أي: هذا تنزيل.
(٢) سؤال: ما إعراب «كتاب»؟ وكذا «قرآناً عربياً»؟ وكذا ما بعدها «بشيراً ونذيراً»؟
الجواب: «كتاب» خبر كما ذكرنا أولاً، أو خبر ثان كما فصلنا. «قرآناً عربياً» حالان من «آياته» أو من «كتاب» لكونه قد وصف. «بشيراً ونذيراً» نعت لقرآن أو حال من آياته أو من كتاب.
(٣) سؤال: ما المراد بقوله: «فهم لا يسمعون»؟ وهل ذلك من باب الحقيقة أم المجاز؟
الجواب: يحتمل «فهم لا يسمعون» أن يكون كناية وأن يكون استعارة عن عدم القبول.