سورة الصافات
  السلامة والأمن من الله تعالى لن يكون إلا(١) للمرسلين وأتباعهم، والحمد لله رب العالمين الذي أيد رسوله ÷ والمؤمنين وأتم نعمته عليهم بهلاك المشركين وهزيمتهم وقهرهم، وإعلاء كلمته ونصر دينه.
  * * * * *
= ومقتضى الحال أن يقول: «سبحان ربي» بضمير المتكلم؟ وهل الأولى بالمؤمن في قنوته أن يختمه بـ «وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين» لما تقدم؟ أم الإتيان بها كاملة؟
الجواب: ختم الدعاء بالثناء على الله تعالى قد جاء كثيراً في أدعية القرآن نحو: {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ١٢٨}[البقرة]، {وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٨}[التحريم]، {فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ١٠٩}[المؤمنون]، {وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ ١١٤}[المائدة]، {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠}[يونس]، وفي الأثر: «إن الدعاء محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآله» ÷.
ولعل السر - والله أعلم - في ختم الأدعية بذلك هو أن الدعاء معها أقرب إلى الإجابة، ولا شك أن الثناء على الله وسيلة مقربة إلى الله تعالى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}[المائدة: ٣٥]، فيكون ذلك وسيلة إلى الله في إجابة الدعاء، والله أعلم. وجاء بكاف الخطاب في «سبحان ربك» لأن الخطاب للنبي ÷ وإن أتى القانت بما ذكر فهو حسن وإلا فلا نقص ولا تقصير.
(١) سؤال: من أين فهمنا هذا الحصر؟
الجواب: الحصر إنما كان بمعونة الأدلة الأخرى.