سورة المرسلات
  يتهدد الله سبحانه وتعالى الكافرين بأن يأكلوا ويتمتعوا في الدنيا فما هي إلا أيام قلائل وسينتهي كل شيء ويصير كأن لم يكن وسيعودون إليه للجزاء على إجرامهم.
  {وَإِذَا(١) قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا(٢) لَا يَرْكَعُونَ ٤٨ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٤٩} كانوا في الدنيا إذا أمرهم النبي ÷ بأمر، أو دعاهم إلى طاعة الله تعالى وعبادته - يستكبرون ويعرضون عنه ويتمردون عليه.
  {فَبِأَيِّ(٣) حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ٥٠}(٤) فإذا لم يهتد هؤلاء المكذبون والمنكرون بما جاءهم به محمد ÷ من الهدى والدين والقرآن فبماذا سيهتدون؟ وأيُّ وسيلة بعد آيات الله تعالى ودعوة رسوله يمكن أن تؤثر فيهم فيهتدوا بها وينقادوا؟ وإذا لم يهتدوا بما جاءهم النبي ÷ به فلا مطمع بعده في هدايتهم.
  * * * * *
= ذكر الوعد والوعيد.
(١) سؤال: علام عطفت هذه الجملة؟
الجواب: يمكن عطفها على المكذبين في قوله: «ويل يومئذ للمكذبين» أي: ويل للمكذبين وللذين إذا قيل لهم اركعوا.
(٢) سؤال: هل يمكن حمل الركوع على حقيقته الشرعية أم كيف؟
الجواب: لا مانع من حمله على حقيقته الشرعية ويكون المراد بالركوع الصلاة.
(٣) سؤال: ما هي هذه الفاء؟ وما إعراب باقي الآية؟
الجواب: الفاء هي الفصيحة أي: إن لم يؤمنوا بهذا الحديث فبأي حديث بعده يؤمنون. «بأي حديث» جار ومجرور متعلق بيؤمنون. «بعده» ظرف متعلق بمحذوف صفة لحديث.
(٤) سؤال: ما المناسبة في جعل هذه الآية العظيمة خاتمةً لهذه السورة المباركة؟
الجواب: قد يدل ختم السورة بهذه الآية على أنها قد تمت وانتهت وذلك من حيث أنها تدل على أن ما سبقها حديث كامل بالغ نهاية ما يمكن من المواعظ وغاية ما يمكن من البيان الزاجر.