محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأعلى

صفحة 628 - الجزء 4

  الحكيم لا تخفى عليه خافيه.

  {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى ٨}⁣(⁣١) وسنسلك بك يا محمد سبل الهدى المتيسرة.

  {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ٩}⁣(⁣٢) فاستمر على تبليغ القرآن ولا تفتر.

  {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى ١٠} فسينتفع بتذكيرك الذين يخشون الله تعالى واليوم الآخر.

  {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ١١ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ١٢ ثُمَّ لَا⁣(⁣٣) يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا ١٣} وسيعرض عن تذكيرك الذي توغل في الشقاء والكفر، واستحق بشقاوته وكفره النار الكبرى التي لا ينقطع عذابها، ولا يموت أهلها.

  {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ١٤ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ⁣(⁣٤) فَصَلَّى ١٥ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ١٦


الجواب: ليس هناك قرينة على أن المراد المنسوخ، وإنما هو أحد احتمالات الاستثناء؛ فلا يؤخذ منها الدليل على مسألة أصولية.

(١) سؤال: هل تحليل الآية هكذا: نيسر اليسرى لك، أم لا؟

الجواب: تحليلها: نيسرك - أي: نهديك - لليسرى؛ لأن الطريق اليسرى هي مُيَسَّرة لمن سلكها، وإنما الإنسان هو الذي يتقحم بنفسه في العسرى.

(٢) سؤال: ما إعمال الفاء في «فذكر»؟ وما معنى «إن»؟ وهل إذا كانت شرطية نفهم أنه لا يجب على النبي ÷ التذكير إن لم يظن التأثير أم لا، وضحوا ذلك؟

الجواب: الفاء هي الفصيحة، و «إن» شرطية، ولا يعمل بمفهومها لما علم من وجوب تعميم الدعوة على الرسول ÷ للناس جميعاً من قَبِل ومن لم يقبل، ولأنه لا يمكن النبي ÷ قبل الدعوة أن يعلم من هو الذي تنفع فيه الذكرى ومن الذي لا تنفعه الذكرى؛ لأنه من علم الغيب لذلك توجه القول في «إن» أنها هنا لاستبعاد انتفاع المشركين بالذكرى نحو: ادع فلاناً إن أجابك.

(٣) سؤال: يقال: إذا نفى عنه الحياة والموت فلا ثالث لهما يتعقله الإنسان فكيف يصح ذلك، أو إن هذا يؤدي إلى عدم صحة القسمة الدائرة التي يستدل بها بعض الأصوليين في نحو قولهم: لا يخلو إما أن يكون موجوداً أو معدوماً ... إلخ فكيف نوجه ذلك؟

الجواب: المعنى هنا مثل المعنى في قوله تعالى: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}⁣[فاطر: ٣٦]، أي: أنهم في عذاب دائم لا أنهم ماتوا فيستريحوا من العذاب ولا أنهم في راحة الأحياء.

(٤) سؤال: هل ذكر اسم الله معناه الصلاة؟ فما معنى دخول الفاء عليها؟ أم أنه غيره فما هو؟ وهل يدل على سبق وجوبه قبل تأدية الصلاة؟

=