محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الضحى

صفحة 652 - الجزء 4

  ضَالًّا فَهَدَى ٧ وَوَجَدَكَ عَائِلًا⁣(⁣١) فَأَغْنَى ٨ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ٩⁣(⁣٢) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ١٠ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١} أبطأ نزول الوحي على رسول الله ÷ فخاف ÷ أن يكون ذلك لغضب من الله تعالى عليه لتقصيره ÷ في تبليغ الرسالة، فنزلت⁣(⁣٣) هذه السورة لتطمئن رسول الله ÷، وتزيل خوفه وهواجس نفسه، فأقسم الله تعالى بالضحى وهو أول اليوم حين ترتفع الشمس وتنتشر على الأرض، وبالليل إذا غطى بظلامه الأرض - أن ربك يا محمد لم يتركك لتقصير منك في تبليغ الرسالة وحمل الأمانة، ولم يغضب عليك ولم يكرهك، بل أنه راضٍ عنك وعن سعيك في تبليغ الرسالة وأداء الأمانة، وثواب الآخرة يا محمد الذي أعده الله تعالى لك خير لك من أن يثيبك الله في الدنيا، فما يلحقك في الدنيا من فقر وخوف وشدائد ومضائق ليس لهوانك على الله تعالى فإنك عنده بالمنزلة الرفيعة


(١) سؤال: مم أخذت الكلمات التالية: «سجى، عائلاً»؟

الجواب: «سجى» مأخوذ من السجو، سجى يسجو سجواً بمعنى: سكن وركد ظلامه، مثل: سما يسمو سمواً. و «عائلاً» مأخوذ من مصدر: عال زيد من باب سار أي: افتقر.

(٢) سؤال: ما هي هذه اللام الداخلة على سوف في قوله: «ولسوف يعطيك»؟ وما إعراب «فأما اليتيم فلا تقهر»؟ وبماذا تعلق الجار والمجرور «بنعمة»؟

الجواب: اللام هي لام القسم في الموضعين أي: أن ذلك معطوف على جواب القسم. «فأما اليتيم فلا تقهر» الفاء هي الفصيحة، و «أما» حرف شرط وتفصيل وتوكيد وهي نائبة عن أداة الشرط وجملته، و «اليتيم» مفعول به مقدم، «لا» ناهية، «تقهر» مضارع مجزوم، والجملة جواب «أما» والفاء الثانية مؤخرة لإصلاح اللفظ وكان من حقها أن تكون بعد «لما». و «بنعمة» متعلق بقوله: «فحدث».

(٣) سؤال: ما رأيكم فيما روي أن المشركين هم الذين قالوا بأن رب محمد قد قلاه فنزلت السورة لتكذيبهم؟

الجواب: قد تكون هواجس نفس وخواطرها بسبب ما قاله المشركون فنزلت السورة، وظاهرها أن نزولها لتطمئن الرسول ÷ لا لتكذيب قريش.