محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القارعة

صفحة 670 - الجزء 4

  مَوَازِينُهُ ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ٧ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ٨ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ٩ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ١٠ نَارٌ حَامِيَةٌ ١١}:

  يهول⁣(⁣١) الله سبحانه وتعالى القيامة، وسماها هنا القارعة؛ لأنها تقرع الناس بأهوالها، وتصدمهم بحوادثها العظيمة، وفي ذلك اليوم يخرج الله تعالى الموتى من بطن الأرض فينتشرون على أرض المحشر كالفراش⁣(⁣٢) المنتشر.

  وأما الجبال في يوم القيامة فستتفجر وتصير هباءً منبثاً كالصوف المتناثر المتفرق، وهنالك وفي ذلك اليوم ينقسم أهل المحشر قسمين فقسم تثقل موازينهم بالطاعات وبالأعمال الصالحات، فلهم من الله سبحانه وتعالى الجزاء العظيم في عيشة مرضية فيها أنواع النعيم.

  وقسم تخف موازينهم⁣(⁣٣) من الحسنات، وتثقل من السيئات فليس لهم عند الله


= والثالث لـ «أدراك». {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ٤} يوم: ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره: تقرع الناس يوم يكون، دل عليه القارعة.

(١) سؤال: يقال: من أين ظهر لنا هذا التهويل؟

الجواب: ظهر لنا من الاستفهام فإنه هنا للتعظيم والتهويل هذا مع التكرير للقارعة.

(٢) سؤال: ما وجه التشبيه بالفراش المبثوث؟

الجواب: وجه الشبه هو انتشارهم في الأرض على غير نظام وركوب بعضهم بعضاً لكثرتهم وحيرتهم.

(٣) سؤال: هل تريدون أن الموازين هنا على الحقيقة؟ وبم يؤله بعض أصحابنا الذين يقولون بأن الوزن عبارة عن إقامة العدل؟ وهل تأويلهم هنا قريب أم بعيد؟ وهل ترجح الحقيقة هنا بما نراه على الواقع من وزن درجات الحرارة والبرودة وغيرها من الأعراض أم كيف؟

الجواب: تأويل من يقول بأن الوزن هو إقامة العدل الدقيق ومحاسبة العبد على كل كبير وصغير - قريبٌ نظراً لأن الوزن والكيل إنما يراد لمعرفة العدل، والله تعالى عالم غير محتاج لآلة تعرف بها مقادير الأعمال والنيات والإخلاص وأعمال القلوب وغيرها من الأعمال.

ويرجح القول بحقيقة الوزن والميزان:

=