محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة التكاثر

صفحة 672 - الجزء 4

  كَلَّا⁣(⁣١) سَوْفَ تَعْلَمُونَ⁣(⁣٢) ٤ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ⁣(⁣٣) ٥ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ٦ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ٧ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ٨} اشتغل أهل الكفر⁣(⁣٤) والشرك بالمكاثرة في الأموال والأولاد، وألهتهم زينة الحياة الدنيا عن اليوم الآخر وما فيه من الحساب والجزاء والجنة والنار حتى ماتوا وهم كافرون به، فإن كفرتم أيها المشركون باليوم الآخر اليوم فستعلمون غداً حين يأتي الله تعالى باليوم


= ذلك اليوم، وقد كان # هو الأذن الواعية لما أنزل الله على رسوله ÷: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ١٢}⁣[الحاقة].

وبعد، فليس في «ألهاكم التكاثر» دليل واضح على عذاب القبر بل الأدلة الواضحة هي من حديث النبي ÷ الكثيرة وإجماع المسلمين.

(١) سؤال: ما معنى «كلا» في قوله: «كلا سوف تعلمون»؟ وهل هي نفسها في قوله: «كلا لو تعلمون» أم لا فما معناها؟

الجواب: «كلا» للردع والزجر في المواضع الثلاثة.

(٢) سؤال: ما السر في حذف مفعول «تعلمون»؟ وفي تكرار «كلا سوف تعلمون»؟

الجواب: حذف للإيجاز ووجود القرينة الدالة على تعيينه، والقرينة هي: «لترون الجحيم ..» والتكرير للتقرير والتأكيد، و «ثم» لزيادة التأكيد من حيث دلالتها على أن ما بعدها أعظم وأشد مما قبلها، ومن حيث إفادتها أن ما بعدها شيء آخر مغاير لما قبلها.

(٣) سؤال: أين جواب «لو» في قوله: {لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ٥}؟ وما السر في إضافة علم إلى اليقين وهو نفسه؟ وما إعراب «عين اليقين»؟

الجواب: ترك جواب «لو» للتهويل والتعظيم. وإضافة علم إلى اليقين هومن إضافة الموصوف إلى صفته أي: علماً يقيناً. ونصب «عين اليقين» انتصاب المصدر أي: أنه مفعول مطلق والتقدير: لترونها رؤية موصوفة بأنها عين اليقين.

(٤) سؤال: ما الوجه في قصرها على أهل الكفر فقط؟ وهل يكون حكم المسلم الذي يأتي يوم القيامة مرتكباً لبعض الكبائر بسبب الالتهاء بالدنيا حكم هؤلاء أم ماذا؟

الجواب: الوجه هو أن السورة وردت في المنكرين للبعث بدليل: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٤} أي: سوف تعلمون صحة ما أنذرناكم إياه من البعث والحساب والجزاء الخالد في نار جهنم، والمؤمن ليس منكراً للبعث والجزاء. والمؤمن المرتكب للكبائر الغافل عن ذكر الله ووعده ووعيده لاحق بالكافرين في هذا ولا يغني عنه اسم الإسلام والإيمان شيئاً.