محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الهمزة

صفحة 674 - الجزء 4

سورة الهمزة

  

  {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ١ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ٢ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ٣ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ٤ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ٥ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ٦ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ٧ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ٨ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ٩}⁣(⁣١):

  في هذه السورة الوعيد العظيم من الله سبحانه وتعالى بنار جهنم لكل من ينتقص الناس، ويهتك أعراضهم، ويسخر منهم، ويستهزئ بهم، وقد نزلت في رجل⁣(⁣٢) من


= ولأوليائه ويتمسكوا بتقوى الله تعالى والله معهم بتوفيقه ومعونته وبحفظه لهم من أسباب الهلاك في الدنيا والخسارة في الآخرة وذلك أن لفظة «خسر» لفظة مطلقة تصدق على خسر الدنيا والآخرة.

(١) سؤال: ما نوع اسمية هذه الكلمات وما زنتها: «همزة، لمزة، الحطمة، الموقدة، عمد»؟ وما إعراب «نار الله»؟ وبم تعلق «في عمد»؟ وهل «في» فيه على بابها أم بمعنى الباء؟

الجواب: «همزة، لمزة» صفتان لفاعل الهمز واللمز، مأخوذتان من همزه همزاً، ولمزه لمزاً، من باب ضرب، ووزنهما على (فُعَلَة) وهذا الوزن للمبالغة والكثرة في فاعل الهمز واللمز، والهمز كاللمز وزناً ومعنى وهو: الطعن والعيب، وإذا سكنت العين (هُمْزَة) (لُعْنَة) فهو لمبالغة المفعول أي: أنه يُلْعَن كثيراً. و «حطمة» مأخوذ من حطمه يحطمه حطماً من باب ضرب، وهي من صفات النار والتاء فيها للمبالغة كالهمزة واللمزة؛ لأنها تحطكم كل ما فيها. و «موقدة» اسم مفعول من أوقد النار يوقدها إيقاداً. و «عمد» جمع عمود. و «في» على أصلها، وذلك أن العمود يدخل في حلقة الباب المثبتة فيه فيعترض العمود على الباب فلا ينفتح إلا بعد إبعاد العمود، والظرفية هذه هي مثل الظرفية في قولهم: «أدخلت الخاتم في أصبعي»، وغاية ما في هذه الظرفية هو القلب، والأصل: أدخلت أصبعي في الخاتم، وهذا أولى من جعل «في» بمعنى الباء لأن البقاء على الظاهر أولى ما لم يمنع منه مانع، وليس هنا ما يمنع من الظرفية.

(٢) سؤال: هل عرف هذا الرجل الذي نزلت فيه هذه السورة؟

الجواب: قيل: إنها نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي، وقيل: في الوليد بن المغيرة، وقيل: في أمية بن خلف الجمحي، وقيل: في العاص بن وائل السهمي، وقيل: في جميل بن عامر. اهـ

ولا مانع من كونها نزلت فيهم جميعاً لاتصافهم بتلك الصفات (الهمز واللمز) وقد قال الله تعالى في الوليد بن المغيرة في آية أخرى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ١١}⁣[القلم]، وقد كان رؤساء =