محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الماعون

صفحة 678 - الجزء 4

  الَّذِينَ⁣(⁣١) هُمْ يُرَاءُونَ ٦ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ٧} هل وقع بصرك يا محمد على الذي يكذب بالدين؟ وهل عرفته حق معرفته؟ إن لم تكن تعرفه فإنه هو الذي يكذب بالجزاء والحساب، ويجحد البعث والنشور يوم القيامة، ومن صفاته الظاهرة قسوة القلب وعدم الرحمة، فلا يرحم اليتامى، بل يعنفهم أشد التعنيف، ويدفعهم دفعاً شديداً إن قربوا منه لالتماس خيره، ولا يحث على إطعام المسكين وسد جوعته، فهذه صفاته الظاهرة، ولو كان مؤمناً ببعث الناس للجزاء والحساب لرحم اليتيم والمسكين، وواساهم من ماله، ودعا الناس إلى سد خلتهم، وإشباع جوعتهم.

  ثم ذكر الله تعالى بعد ذلك صفات الذين دخلوا في الإسلام على غير بصيرة وعلى غير يقين، فتوعدهم الله تعالى بالعذاب الشديد؛ لأنهم يفرطون في إقامة الصلوات ويضيعونها، ويمنعون⁣(⁣٢) الزكاة ولا يؤدونها إلى مستحقيها وإن صلوا وأدوا شيئاً من الزكاة فإنما يفعلون ذلك رياء، ولو أن الإيمان دخل في قلوبهم لما ضيعوا صلواتهم، ولما فرطوا في أداء زكواتهم. ومعنى «ساهون»: غافلون عنها غير مبالين بها.

  * * * * *


(١) سؤال: هل هذا صفة ثانية للمصلين فلم لم يعطفها بالواو؟ أم لا، فما محلها؟

الجواب: «الذين» الثانية بدل من «الذين» الأولى ويصح أن تكون «الذين» الثانية صفة أخرى للمصلين، وترك العطف ليفيد استقلال كل صفة بالذم الوافي. ولو عطفت لتوهم أن الوعيد والذم على مجموع الصفتين لا على كل واحدة منهما.

(٢) سؤال: ما رأيكم أيضاً في حمل الماعون على ما يتعاوره الناس بينهم كالفأس والجفنة والحبل ونحو ذلك؟ وأي المعنيين أوفق للغة العربية؟ أم تختارون الحمل على كليهما؟

الجواب: يحمل على المعنيين كليهما .... الماعون هو الزكاة وأدناه ما يتعاوره الناس في العادة كالجيران يتعاورون نحو الجفنة والمغرفة والقدر والرشا ونحو ذلك.