محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفلق

صفحة 685 - الجزء 4

  عبادتها وحوائجها، وأنه ليس من جنس المخلوقات فلم يلد حتى يكون له ولد، ولم يولد حتى يكون له والد، وليس له كفو ولا مماثل في العظمة والجلالة وصفات الكمال تعالى الله عما يقول المشركون علواً كبيراً.

  * * * * *

سورة الفلق

  

  {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ١ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ٢ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ٣ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ⁣(⁣١) فِي الْعُقَدِ ٤ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ⁣(⁣٢) إِذَا حَسَدَ ٥} لذ بربك يا محمد واستجر به فهو القادر على حفظك وإجارتك، ومن لاذ به كفاه ومن استجار به أجاره فهو رب الفلق، والفلق: هو نور الفجر، وهو آية واضحة على عظيم قدرته، وأنه قادر على كل شيء وعلى حفظ من استجار به، وعلى كف شر كل ما خلقه الله


(١) سؤال: هل يؤخذ من قوله: «النفاثات» أن النفث غير مشروع أم ماذا؟ وكيف نعمل بما روي من النفث في بعض أحاديث الرقية؟ وهل يمكن أن نستنبط من الآية أن للسحر تاثيراً بإذن الله وأنه واقع أم لا؟

الجواب: لا يؤخذ منها كراهة مطلق النفث، والذي يؤخذ منها كراهة النفث في العقد لعمل السحر، وعلى هذا فلا معارضة بين هذا وبين ما روي في بعض أحاديث الرقية؛ لأنه ليس من النفث في العقد المذكور هنا. ويؤخذ من الآية أن للسحر تأثيراً، فشر النفاثات في العقد هو الأذى والضر اللاحق بالمسحور من نفث النفاثات في العقد، وقد ذكرنا في جواب في سورة البقرة تفصيلاً أكثر مما هنا فليرجع إليه.

(٢) سؤال: ما الوجه في نسبة الشر إلى ظلام الليل حين أضافه إليه بقوله: «ومن شر غاسق»؟ وما الوجه في تنكير «غاسق» وكذا «حاسد»؟

الجواب: نسبة الشر إلى الظلام قد كان لوقوعه فيه فالنسبة مجازية عقلية لا حقيقية، ووجه تنكير «غاسق» و «حاسد» هو أن الشر لا يأتي إلا في بعض قليل من الغاسق والحاسد ولا يأتي من كل غاسق وكل حاسد.