من أخبار يوم صفين
  قال: بعث معاوية حبيب بن مسلمة الفهري إلى علي بن أبي طالب #، وبعث معه شرحبيل بن السمط، ومعن بن يزيد بن الأخنس السلمي، فدخلوا على علي #، فتكلم حبيب بن مسلمة، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد، فإن عثمان بن عفان كان خليفة مهديا يعمل بكتاب الله، ويثيب إلى أمر الله، فاستسقلتم حياته واستبطأتم وفاته فعدوتم عليه فقتلتموه، فادفع إلينا قتلة عثمان نقتلهم به، فإن قلت: إنك لم تقتله، فاعتزل أمر الناس فيكون أمرهم هذا شورى بينهم يولي الناس أمرهم من أجمع عليه رأيهم.
  فقال له علي: وما أنت لا أم لك والولاية والعزل والدخول في هذا الأمر، اسكت فإنك لست هناك ولا بأهل لذاك، فقام حبيب بن مسلمة وقال: أما والله لتريني حيث تكره، فقال له #: وما أنت ولو أجلبت بخيلك ورجلك، اذهب فصوب وصعد ما بدا لك فلا أبقى الله عليك إن أبقيت.
  فقال شرحبيل بن السمط: إن كلمتك فلعمري ما كلامي لك إلا نحو كلام صاحبي، فهل لي عندك جواب غير الجواب الذي أجبته به، فقال: نعم.
  قال: فقله، فحمد الله علي # وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن الله سبحانه بعث محمدا ÷ فأنقذ به من الضلالة ونعش به من الهلكة، وجمع به بعد الفرقة، ثم قبضه الله إليه وقد أدى ما عليه فاستخلف الناس أبا بكر، ثم استخلف أبو بكر عمر فأحسنا السيرة وعدلا في الأمة ووجدنا