شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي

صفحة 64 - الجزء 4

  رسول الله إذ أقبل العباس وعلي، فقال: يا عائشة، إن هذين يموتان على غير ملتي أو قال ديني.

  وروى عبد الرزاق عن معمر قال: كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي # فسألته عنهما يوما فقال: ما تصنع بهما وبحديثهما، الله أعلم بهما إني لأتهمهما في بني هاشم.

  قال: فأما الحديث الأول فقد ذكرناه، وأما الحديث الثاني فهو أن عروة زعم أن عائشة حدثته، قالت: كنت عند النبي ÷ إذ أقبل العباس وعلي فقال: يا عائشة، إن سرك أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا، فنظرت فإذا العباس وعلي بن أبي طالب.

  وأما عمرو بن العاص فروي عنه الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما مسندا متصلا بعمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: إن آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين، وأما أبو هريرة: فروي عنه الحديث الذي معناه أن عليا # خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله ÷ فأسخطه، فخطب على المنبر وقال: لاها الله لا تجتمع ابنة ولي الله وابنة عدو الله أبي جهل، إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها، فإن كان علي يريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي وليفعل ما يريد أو كلاما هذا معناه، والحديث مشهور من رواية الكرابيسي.

  قلت: هذا الحديث أيضا مخرج في صحيحي مسلم والبخاري عن المسور بن مخرمة الزهري، وقد ذكره المرتضى في كتابه المسمى تنزيه الأنبياء والأئمة، وذكر أنه رواية