شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي

صفحة 67 - الجزء 4

  وغيرتها من تعريض بني المغيرة له بنكاح عقيلتهم، إذا قويس إلى هذه الأحوال وغيرها مما كان يجري إلا كنسبة التأفيف إلى حرب البسوس، ولكن صاحب الهوى والعصبية لا علاج له.

  ثم نعود إلى حكاية كلام شيخنا أبي جعفر الإسكافي ¦ قال أبو جعفر وروى الأعمش قال: لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه، ثم ضرب صلعته مرارا، وقال: يا أهل العراق، أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله وأحرق نفسي بالنار، والله لقد سمعت رسول الله ÷ يقول: إن لكل نبي حرما وإن حرمي بالمدينة ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها، فلما بلغ معاوية قوله، أجازه وأكرمه وولاه أمارة المدينة.

  قلت: أما قوله ما بين عير إلى ثور، فالظاهر أنه غلط من الراوي؛ لأن ثورا بمكة وهو جبل يقال له: ثور أطحل، وفيه الغار الذي دخله النبي ÷ وأبو بكر، وإنما قيل أطحل؛ لأن أطحل بن عبد مناف، بن أد، بن طابخة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن عدنان كان يسكنه، وقيل: اسم الجبل أطحل، فأضيف ثور إليه وهو ثور بن عبد مناف، والصواب ما بين عير إلى أحد.

  فأما قول أبي هريرة: أن عليا # أحدث في المدينة، فحاش لله كان علي # أتقى لله من ذلك، والله لقد نصر عثمان نصرا لو كان المحصور جعفر بن أبي طالب لم يبذل له إلا مثله.

  قال أبو جعفر وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضي، الرواية ضربه عمر