شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي

صفحة 68 - الجزء 4

  بالدرة، وقال: قد أكثرت من الرواية وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله ÷.

  و روى سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم التيمي قال: كانوا لا يأخذون عن أبي هريرة إلا ما كان من ذكر جنة أو نار.

  وروى أبو أسامة عن الأعمش قال: كان إبراهيم صحيح الحديث، فكنت إذا سمعت الحديث أتيته فعرضته عليه، فأتيته يوما بأحاديث من حديث أبي صالح عن أبي هريرة، فقال دعني من أبي هريرة إنهم كانوا يتركون كثيرا من حديثه.

  وقد روي عن علي # أنه قال: ألا إن أكذب الناس أو قال: أكذب الأحياء على رسول الله ÷ أبو هريرة الدوسي.

  وروى أبو يوسف قال: قلت لأبي حنيفة: الخبر يجيء عن رسول الله ÷ يخالف قياسنا ما تصنع به؟ قال: إذا جاءت به الرواة الثقات عملنا به وتركنا الرأي، فقلت: ما تقول في رواية أبي بكر وعمر؟ فقال: ناهيك بهما، فقلت: علي وعثمان؟ قال: كذلك، فلما رآني أعد الصحابة قال: والصحابة كلهم عدول ما عدا رجالا، ثم عد منهم أبا هريرة وأنس بن مالك.

  وروى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار: أن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة، أنشدك الله، أسمعت رسول الله ÷ يقول لعلي بن أبي طالب: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)؟ فقال: اللهم نعم.

  قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه ثم قام عنه.