شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر المنحرفين عن علي #

صفحة 75 - الجزء 4

  وروى الحارث بن حصين: أن رسول الله ÷ دفع إلى جرير بن عبد الله نعلين نعاله وقال: احتفظ بهما فإن ذهابهما ذهاب دينك، فلما كان يوم الجمل ذهبت إحداهما، فلما أرسله علي # إلى معاوية ذهبت الأخرى، ثم فارق عليا واعتزل الحرب.

  وروى أهل السيرة: أن الأشعث خطب إلى علي # ابنته فزبره وقال: يا ابن الحائك، أغرك ابن أبي قحافة.

  وروى أبو بكر الهذلي عن الزهري، عن عبيد الله بن عدي، بن الخيار، بن نوفل، بن عبد مناف قال: قام الأشعث إلى علي # فقال: إن الناس يزعمون أن رسول الله ÷ عهد إليك عهدا لم يعهده إلى غيرك، فقال: إنه عهد إلي ما في قراب سيفي لم يعهد إلي غير ذلك، فقال الأشعث: هذه إن قلتها فهي عليك لا لك، دعها ترحل عنك، فقال له: وما علمك بما علي مما لي، منافق ابن كافر، حائك ابن حائك إني لأجد منك بنة الغزل، ثم التفت إلى عبيد الله بن عدي بن الخيار فقال: يا عبيد الله إنك لتسمع خلافا وترى عجبا، ثم أنشد:

  أصبحت هزءا لراعي الضأن أتبعه ... ما ذا يريبك مني راعي الضأن

  وقد ذكرنا في بعض الروايات المتقدمات أن سبب قوله هذه: عليك لا لك أمر آخر، والروايات تختلف.

  وروى يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش أن جريرا والأشعث خرجا إلى جبان الكوفة، فمر بهما ضب يعدو، وهما في ذم علي #، فنادياه: يا أبا حسل، هلم