شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر المنحرفين عن علي #

صفحة 76 - الجزء 4

  يدك نبايعك بالخلافة، فبلغ عليا # قولهما، فقال: أما إنهما يحشران يوم القيامة وإمامهما ضب.

  وكان أبو مسعود الأنصاري منحرفا عنه # روى شريك عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب قال: تذاكرنا القيام إذا مرت الجنازة عند علي #، فقال أبو مسعود الأنصاري: قد كنا نقوم، فقال علي #: ذاك وأنتم يومئذ يهود، وروى شعبة عن عبيد بن الحسن عن عبد الرحمن بن معقل، قال: حضرت عليا # وقد سأله رجل عن امرأة توفي عنها زوجها، وهي حامل، فقال: تتربص أبعد الأجلين، فقال رجل: فإن أبا مسعود يقول: وضعها انقضاء عدتها، فقال علي #: إن فروجا لا يعلم، فبلغ قوله أبا مسعود فقال: بلى، والله إني لأعلم أن الآخر شر.

  وروى المنهال عن نعيم بن دجاجة قال: كنت جالسا عند علي # إذ جاء أبو مسعود، فقال علي #: جاءكم فروج، فجاء فجلس فقال له علي #: بلغني أنك تفتي الناس، قال: نعم وأخبرهم أن الآخر شر.

  قال: فهل سمعت من رسول الله ÷ شيئا؟ قال: نعم، سمعته يقول: لا يأتي على الناس سنة مائة وعلى الأرض عين تطرف.

  قال: أخطأت استك الحفرة وغلطت في أول ظنك، إنما عنى من حضره يومئذ وهل الرخاء إلا بعد المائة.