فصل في ذكر المنحرفين عن علي #
  وهذه الآية من الآيات التي نزل فيها القرآن بموافقة علي #، كما نزل في مواضع بموافقة عمر، وسماه الله تعالى فاسقا في آية أخرى، وهو قوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات: ٦]، و سبب نزولها مشهور، وهو كذبه على بني المصطلق وادعاؤه أنهم منعوا الزكاة، وشهروا السيف حتى أمر النبي ÷ بالتجهز للمسير إليهم، فأنزل الله تعالى في تكذيبه وبراءة ساحة القوم هذه الآية.
  وكان الوليد مذموما معيبا عند رسول الله ÷ يشنؤه ويعرض عنه، وكان الوليد يبغض رسول الله ÷ أيضا ويشنؤه، وأبوه عقبة بن أبي معيط هو العدو الأزرق بمكة، والذي كان يؤذي رسول الله ÷ في نفسه وأهله، وأخباره في ذلك مشهورة، فلما ظفر به يوم بدر ضرب عنقه، وورث ابنه الوليد الشنئان والبغضة لمحمد وأهله، فلم يزل عليهما إلى أن مات.
  قال الشيخ أبو القاسم وهو أحد الصبية، الذين قال أبو عقبة فيهم: وقد قدم ليضرب عنقه من للصبية يا محمد، فقال: النار اضربوا عنقه.
  قال: وللوليد شعر يقصد فيه الرد على رسول الله ÷، حيث قال: إن تولوها عليا تجدوه هاديا مهديا.
  قال: وذلك أن عليا # لما قتل قصد بنوه أن يخفوا قبره خوفا من بني أمية أن يحدثوا في قبره حدثا، فأوهموا الناس في موضع قبره تلك الليلة، وهي ليلة دفنه إيهامات مختلفة، فشدوا على جمل تابوتا موثقا بالحبال يفوح منه روائح الكافور، وأخرجوه من الكوفة في سواد الليل صحبة ثقاتهم يوهمون أنهم يحملونه إلى المدينة فيدفنونه عند فاطمة &، وأخرجوا بغلا وعليه جنازة مغطاة