شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر المنحرفين عن علي #

صفحة 85 - الجزء 4

  فأقسم لو لا أن أمك أمنا ... وأنك مولى ما طفقت أعاتبه

  وأقسم لو أدركتني ما رددتني ... كلانا قد اصطفت إليه جلائبه

  قال ابن هلال وكتب إلى العراق شعرا يذم فيه عليا #، ويخبره أنه من أعدائه فدعا عليه، وقال لأصحابه عقيب الصلاة: ارفعوا أيديكم فادعوا عليه، فدعا عليه وأمن أصحابه.

  قال أبو الصلت التيمي: كان دعاؤه عليه، اللهم إن يزيد بن حجية هرب بمال المسلمين، ولحق بالقوم الفاسقين فاكفنا مكره، وكيده واجزه جزاء الظالمين.

  قال: ورفع القوم أيديهم يؤمنون وكان في المسجد عفاق بن شرحبيل بن أبي رهم التيمي شيخا كبيرا، وكان يعد ممن شهد على حجر بن عدي حتى قتله معاوية، فقال عفاق: على من يدعو القوم؟ قالوا: على يزيد بن حجية، فقال: تربت أيديكم أعلى أشرافنا تدعون؟ فقاموا إليه فضربوه حتى كاد يهلك، وقام زياد بن خصفة، وكان من شيعة علي #، فقال: دعوا لي ابن عمي، فقال علي #: دعوا للرجل ابن عمه فتركه الناس، فأخذ زياد بيده فأخرجه من المسجد، وجعل يمشي معه يمسح التراب عن وجهه، وعفاق يقول: والله لا أحبكم ما سعيت ومشيت، والله لا أحبكم ما اختلفت الدرة والجرة، وزياد يقول: ذلك أضر لك، ذلك شر لك.

  وقال زياد بن خصفة يذكر ضرب الناس عفاقا:

  دعوت عفاقا للهدى فاستغشني ... وولى فريا قوله وهو مغضب

  ولو لا دفاعي عن عفاق ومشهدي ... هوت بعفاق عوض عنقاء مغرب