شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام

صفحة 124 - الجزء 4

  وقال أبو عمر: وروى شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم النخعي، قال: أول من أسلم أبو بكر.

  قال: وروى الجريري عن أبي نصر، قال: قال أبو بكر لعلي #، أنا أسلمت قبلك في حديث ذكره فلم ينكره عليه.

  قال أبو عمر: وقال فيه أبو محجن الثقفي:

  وسميت صديقا وكل مهاجر ... سواك يسمى باسمه غير منكر

  سبقت إلى الإسلام والله شاهد ... وكنت جليسا بالعريش المشهر

  وبالغار إذ سميت خلا وصاحبا ... وكنت رفيقا للنبي المطهر

  قال أبو عمر: وروينا من وجوه عن أبي أمامة الباهلي، قال: حدثني عمرو بن عبسة، قال: أتيت رسول الله ÷، وهو نازل بعكاظ، فقلت: يا رسول الله ÷ من اتبعك على هذا الأمر؟ فقال: حر وعبد أبو بكر وبلال، قال: فأسلمت عند ذلك وذكر الحديث.

  هذا مجموع ما ذكره أبو عمر بن عبد البر في هذا الباب في ترجمة أبي بكر، ومعلوم أنه لا نسبة لهذه الروايات إلى الروايات التي ذكرها في ترجمة علي # الدالة على سبقه، ولا ريب أن الصحيح ما ذكره أبو عمر، أن عليا # كان هو السابق، وأن أبا بكر هو أول من أظهر إسلامه، فظن أن السبق له.

  وأما زيد بن حارثة، فإن أبا عمر بن عبد البر رضي الله تعالى عنه ذكر في كتاب الإستيعاب أيضا في ترجمة زيد بن حارثة قال: ذكر معمر بن شبة في جامعه عن الزهري أنه قال: ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة.