طرف من أخبار المهلب وبينه
  يا حفص إني عداني عنكم السفر ... وقد سهرت وآذى عيني السهر
  يذكر فيها حروب المهلب مع الخوارج ويصف وقائعه فيهم في بلد، وهي طويلة ومن جملتها:
  كنا نهون قبل اليوم شأنهم ... حتى تفاقم أمر كان يحتقر
  لما وهنا وقد حلوا بساحتنا ... واستنفر الناس تارات فما نفروا
  نادى امرؤ لا خلاف في عشيرته ... عنه وليس به عن مثله قصر
  خبوا كمينهم بالسفح إذ نزلوا ... بكازرون فما عزوا ولا نصروا
  باتت كتائبنا تردي مسمومة ... حول المهلب حتى نور القمر
  هناك ولوا خزايا بعد ما هزموا ... وحال دونهم الأنهار والجدر
  تأبى علينا حزازات النفوس فما ... نبقي عليهم ولا يبقون إن قدروا
  فضحك الحجاج وقال: إنك لمنصف يا كعب، ثم قال له: كيف كانت حالكم مع عدوكم.
  قال: كنا إذا لقيناهم بعفونا وعفوهم يئسنا منهم، وإذا لقيناهم بجدنا وجدهم طمعنا فيهم.
  قال: فكيف كان بنو المهلب؟ قال: حماة الحريم نهارا وفرسان الليل تيقظا.
  قال: فأين السماع من العيان؟ قال: السماع دون العيان.
  قال