شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الكناية والرموز والتعريض مع ذكر مثل منها

صفحة 21 - الجزء 5

  وهل أنا إن عللت نفسي بسرحة ... من السرح مسدود علي طريق

  والسرحة الشجرة.

  وقال أعرابي وكنى عن امرأتين

  أيا نخلتي أود إذا كان فيكما ... جنى فانظرا من تطعمان جناكما

  ويا نخلتي أود إذا هبت الصبا ... وأمسيت مقرورا ذكرت ذراكما

  ومن الأخبار النبوية قوله #: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقين ماءه زرع غيره أراد النهي عن نكاح الحبائل لأنه إذا وطئها فقد سقى ماءه زرع غيره.

  وقال ÷ لخوات بن جبير ما فعل جملك يا خوات يمازحه فقال قيده الإسلام يا رسول الله لأن خواتا في الجاهلية كان يغشى البيوت ويقول شرد جملي وأنا أطلبه وإنما يطلب النساء والخلوة بهن وخوات هذا هو صاحب ذات النحيين.

  ومن كنايات القرآن العزيز قوله تعالى {وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ}⁣[الممتحنة: ١٢] كنى بذلك عن الزنا لأن الرجل يكون في تلك الحال بين يدي المرأة ورجليها.

  ومنه في الحديث إذا قعد الرجل بين شعبها الأربع.