شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الكناية والرموز والتعريض مع ذكر مثل منها

صفحة 27 - الجزء 5

  وكانت فزارة تعير بإتيان الإبل ولذلك قال الفرزدق يهجو عمر بن هبيرة هذا ويخاطب يزيد بن عبد الملك

  أمير المؤمنين وأنت بر ... تقي لست بالجشع الحريص

  أأطعمت العراق ورافديه ... فزاريا أحذ يد القميص

  تفنق بالعراق أبو المثنى ... وعلم قومه أكل الخبيص

  ولم يك قبلها راعي مخاض ... لتأمنه على وركي قلوص

  الرافدان دجلة والفرات وأحذ يد القميص كناية عن السرقة والخيانة وتفنق تنعم وسمن وجارية فنق أي سمينة.

  والبيت الآخر كناية عن إتيان الإبل الذي كانوا يعيرون به.

  وروى أبو عبيدة عن عبد الله بن عبد الأعلى قال كنا نتغدى مع الأمير عمر بن هبيرة فأحضر طباخه جام خبيص فكرهه للبيت المذكور السابق إلا أن جلده أدركه فقال ضعه يا غلام قاتل الله الفرزدق لقد جعلني أرى الخبيص فأستحي منه.

  قال المبرد وقد يسير البيت في واحد ويرى أثره عليه أبدا كقول أبي العتاهية