شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الكناية والرموز والتعريض مع ذكر مثل منها

صفحة 30 - الجزء 5

  ومن التعريضات اللطيفة ما روي أن المفضل بن محمد الضبي بعث بأضحية هزيل إلى شاعر فلما لقيه سأله عنها فقال كانت قليله الدم فضحك المفضل وقال مهلا يا أبا فلان أراد الشاعر قول القائل

  ولو ذبح الضبي بالسيف لم تجد ... من اللؤم للضبي لحما ولا دما

  وروى ابن الأعرابي في الأمالي قال رأى عقال بن شبة بن عقال المجاشعي على إصبع ابن عنبس وضحا فقال ما هذا البياض على إصبعك يا أبا الجراح فقال سلح النعامة يا ابن أخي أراد قول جرير

  فضح العشيرة يوم يسلح قائما ... سلح النعامة شبة بن عقال

  وكان شبة بن عقال قد برز يوم الطوانة مع العباس بن الوليد بن عبد الملك إلى رجل من الروم فحمل عليه الرومي فنكص وأحدث فبلغ ذلك جريرا باليمامة فقال فيه ذلك.

  ولقي الفرزدق مخنثا يحمل قماشه كأنه يتحول من دار إلى دار فقال أين راحت عمتنا فقال قد نفاها الأغر يا أبا فراس يريد قول جرير في الفرزدق

  نفاك الأغر ابن عبد العزيز ... وحقك تنفى من المسجد