شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الكناية والرموز والتعريض مع ذكر مثل منها

صفحة 29 - الجزء 5

  وقال هانئ بن قبيصة النميري نحن يا أمير المؤمنين قال وما هو قال قول جرير

  فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا

  كان النميري يا أمير المؤمنين إذا قيل له ممن أنت قال من نمير فصار يقول بعد هذا البيت من عامر بن صعصعة.

  ومثل ذلك ما يروى أن النجاشي لما هجا بني العجلان بقوله

  إذا الله عادى أهل لؤم وقلة ... فعادى بني العجلان رهط ابن مقبل

  قبيلة لا يغدرون بذمة ... ولا يظلمون الناس حبة خردل

  ولا يردون الماء إلا عشية ... إذا صدر الوراد عن كل منهل

  وما سمي العجلان إلا لقوله ... خذ القعب فاحلب أيها العبد واعجل

  فكان الرجل منهم إذا سئل عن نسبه يقول من بني كعب وترك أن يقول عجلاني.

  وكان عبد الملك بن عمير القاضي يقول والله إن التنحنح والسعال ليأخذني وأنا في الخلاء فأرده حياء من قول القائل

  إذا ذات دل كلمته لحاجة ... فهم بأن يقضى تنحنح أو سعل