شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مرداس بن حدير

صفحة 87 - الجزء 5

  كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ... ولكن الخوارج مؤمنونا

  هم الفئة القليلة غير شك ... على الفئة الكثيرة ينصرونا

  قال أبو العباس أما قول حريث بن حجل أما علمت أنه قتل بابن سعاد أربعة برآء وأنا أحد قتلته فابن سعاد هو المثلم بن مسروح الباهلي وسعاد اسم أمه وكان من خبره أنه ذكر لعبيد الله بن زياد رجل من سدوس يقال له خالد بن عباد أو ابن عبادة وكان من نساك الخوارج فوجه إليه فأخذه فأتاه رجل من آل ثور فكذب عنه وقال هو صهري وفي ضمني فخلى عنه فلم يزل الرجل يتفقده حتى تغيب فأتى ابن زياد فأخبره فلم يزل يبعث إلى خالد بن عباد حتى ظفر به فأخذه فقال أين كنت في غيبتك هذه قال كنت عند قوم يذكرون الله ويسبحونه ويذكرون أئمة الجور فيتبرءون منهم قال ادللني عليهم قال إذن يسعدوا وتشقى ولم أكن لأروعهم قال فما تقول في أبي بكر وعمر فقال خيرا قال فما تقول في عثمان وفي معاوية أتتولاهما فقال إن كانا وليين لله فلست معاديهما فأراغه مرارا ليرجع عن قوله فلم يفعل فعزم على قتله فأمر بإخراجه إلى رحبة تعرف برحبة الرسي وقتله بها فجعل الشرطة يتفادون من قتله ويروغون عنه توقيا لأنه كان متقشفا عليه أثر العبادة حتى أتى المثلم بن مسروح الباهلي وكان من الشرطة فتقدم فقتله فائتمر به الخوارج أن يقتلوه وكان مغرما باللقاح يتبعها فيشتريها من مظانها وهم في تفقده فدسوا إليه رجلا في هيئة الفتيان عليه ردع