شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مرداس بن حدير

صفحة 88 - الجزء 5

  زعفران فلقيه بالمربد وهو يسأل عن لقحة صفي فقال له الفتى إن كنت تبتغي فعندي ما يغنيك عن غيره فامض معي فمضى المثلم معه على فرسه يمشي الفتى أمامه حتى أتى به بني سعد فدخل دارا وقال له أدخل علي فرسك فلما دخل وتوغل في الدار أغلق الباب وثارت به الخوارج فاعتوره حريث بن حجل وكهمس بن طلق الصريمي فقتلاه وجعلا دراهم كانت معه في بطنه ودفناه في ناحية الدار وحكا آثار الدم وخليا فرسه في الليل فأصيب في الغد في المربد وتجسس عنه الباهليون فلم يروا له أثرا فاتهموا بني سدوس به فاستعدوا عليهم السلطان وجعل السدوسية يحلفون فتحامل ابن زياد مع الباهليين فأخذ من السدوسيين أربع ديات وقال ما أدري ما أصنع بهؤلاء الخوارج كلما أمرت بقتل رجل اغتالوا قاتله فلم يعلم بمكان المثلم حتى خرج مرداس وأصحابه فلما واقفهم ابن زرعة الكلابي صاح بهم حريث وقال أهاهنا من باهلة أحد قالوا نعم قال يا أعداء الله أخذتم للمثلم من بني سدوس أربع ديات وأنا قتلته وجعلت دراهم كانت معه في بطنه وهو في موضع كذا مدفون فلما انهزم ابن زرعة وأصحابه صاروا إلى الدار فأصابوا أشلاءه ففي ذلك يقول أبو الأسود

  وآليت لا أغدو إلى رب لقحة ... أساومه حتى يئوب المثلم