شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أمر المهاجرين والأنصار بعد بيعة أبي بكر

صفحة 24 - الجزء 6

  في بيته لو شاء لردهم فادعوهم إلى صاحبكم وإلى تجديد بيعته فإن أجابوكم وإلا قاتلوهم فو الله إني لأرجو الله أن ينصركم عليهم كما نصرتم بهم.

  ثم قام الحارث بن هشام فقال إن تكن الأنصار تبوأت الدار والإيمان من قبل ونقلوا رسول الله ÷ إلى دورهم من دورنا فآووا ونصروا ثم ما رضوا حتى قاسمونا الأموال وكفونا العمل فإنهم قد لهجوا بأمر إن ثبتوا عليه فإنهم قد خرجوا مما وسموا به وليس بيننا وبينهم معاتبة إلا السيف وإن نزعوا عنه فقد فعلوا الأولى بهم والمظنون معهم.

  ثم قام عكرمة بن أبي جهل فقال والله لو لا

  قول رسول الله ÷ الأئمة من قريش ما أنكرنا أمره الأنصار ولكانوا لها أهلا ولكنه قول لا شك فيه ولا خيار وقد عجلت الأنصار علينا والله ما قبضنا عليهم الأمر ولا أخرجناهم من الشورى وإن الذي هم فيه من فلتات الأمور ونزغات الشيطان وما لا يبلغه المنى ولا يحمله الأمل أعذروا إلى القوم فإن أبوا فقاتلوهم فو الله لو لم يبق من قريش كلها إلا رجل واحد لصير الله هذا الأمر فيه.

  قال وحضر أبو سفيان بن حرب فقال يا معشر قريش إنه ليس للأنصار أن يتفضلوا على الناس حتى يقروا بفضلنا عليهم فإن تفضلوا فحسبنا حيث انتهى بها وإلا فحسبهم حيث انتهى بهم وايم الله لئن بطروا المعيشة وكفروا النعمة لنضربنهم على الإسلام كما ضربوا عليه فأما علي بن أبي طالب فأهل والله أن يسود على قريش وتطيعه الأنصار.

  فلما بلغ الأنصار قول هؤلاء الرهط قام خطيبهم ثابت بن قيس بن شماس فقال يا معشر الأنصار إنما يكبر عليكم هذا القول لو قاله أهل الدين من قريش فأما إذا كان من أهل الدنيا لا سيما من أقوام كلهم موتور فلا يكبرن عليكم إنما الرأي