أمر المهاجرين والأنصار بعد بيعة أبي بكر
  والقول مع الأخيار المهاجرين فإن تكلمت رجال قريش والذين هم أهل الآخرة مثل كلام هؤلاء فعند ذلك قولوا ما أحببتم وإلا فأمسكوا.
  وقال حسان بن ثابت يذكر ذلك
  تنادي سهيل وابن حرب وحارث ... وعكرمة الشاني لنا ابن أبي جهل
  قتلنا أباه وانتزعنا سلاحه ... فأصبح بالبطحا أذل من النعل
  فأما سهيل فاحتواه ابن دخشم ... أسيرا ذليلا لا يمر ولا يحلي
  وصخر بن حرب قد قتلنا رجاله ... غداة لوا بدر فمرجله يغلي
  وراكضنا تحت العجاجة حارث ... على ظهر جرداء كباسقه النخل
  يقبلها طورا وطورا يحثها ... ويعدلها بالنفس والمال والأهل
  أولئك رهط من قريش تبايعوا ... على خطة ليست من الخطط الفضل
  وأعجب منهم قابلو ذاك منهم ... كانا اشتملنا من قريش على ذحل
  وكلهم ثان عن الحق عطفه ... يقول اقتلوا الأنصار يا بئس من فعل
  نصرنا وآوينا النبي ولم نخف ... صروف الليالي والبلاء على رجل
  بذلنا لهم أنصاف مال أكفنا ... كقسمة أيسار الجزور من الفضل
  ومن بعد ذاك المال أنصاف دورنا ... وكنا أناسا لا نعير بالبخل
  ونحمي ذمار الحي فهر بن مالك ... ونوقد نار الحرب بالحطب الجزل
  فكان جزاء الفضل منا عليهم ... جهالتهم حمقا وما ذاك بالعدل
  فبلغ شعر حسان قريشا فغضبوا وأمروا ابن أبي عزة شاعرهم أن يجيبه فقال
  معشر الأنصار خافوا ربكم ... واستجيروا الله من شر الفتن
  إنني أرهب حربا لاقحا ... يشرق المرضع فيها باللبن
  جرها سعد وسعد فتنة ... ليت سعد بن عباد لم يكن
  خلف برهوت خفيا شخصه ... بين بصرى ذي رعين وجدن