شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أمر المهاجرين والأنصار بعد بيعة أبي بكر

صفحة 31 - الجزء 6

  فقل لقريش نحن أصحاب مكة ... ويوم حنين والفوارس في بدر

  وأصحاب أحد والنضير وخيبر ... ونحن رجعنا من قريظة بالذكر

  ويوم بأرض الشام أدخل جعفر ... وزيد وعبد الله في علق يجري

  وفي كل يوم ينكر الكلب أهله ... نطاعن فيه بالمثقفة السمر

  ونضرب في نقع العجاجة أرؤسا ... ببيض كأمثال البروق إذا تسري

  نصرنا وآوينا النبي ولم نخف ... صروف الليالي والعظيم من الأمر

  وقلنا لقوم هاجروا قبل مرحبا ... وأهلا وسهلا قد أمنتم من الفقر

  نقاسمكم أموالنا وبيوتنا ... كقسمة أيسار الجزور على الشطر

  ونكفيكم الأمر الذي تكرهونه ... وكنا أناسا نذهب العسر باليسر

  وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم ... عتيق بن عثمان حلال أبا بكر

  وأهل أبو بكر لها خير قائم ... وإن عليا كان أخلق بالأمر

  وكان هوانا في علي وإنه ... لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري

  فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى ... وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر

  وصي النبي المصطفى وابن عمه ... وقاتل فرسان الضلالة والكفر

  وهذا بحمد الله يهدي من العمى ... ويفتح آذانا ثقلن من الوقر

  نجي رسول الله في الغار وحده ... وصاحبه الصديق في سالف الدهر

  فلو لا اتقاء الله لم تذهبوا بها ... ولكن هذا الخير أجمع للصبر

  ولم نرض إلا بالرضا ولربما ... ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر

  فلما انتهى شعر النعمان وكلامه إلى قريش غضب كثير منها وألفى ذلك قدوم خالد بن سعيد بن العاص من اليمن وكان رسول الله استعمله عليها وكان له ولأخيه أثر قديم