شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عهد أبي بكر بالخلافة إلى عمر بن الخطاب

صفحة 168 - الجزء 1

  عن ساقه وفوق إليه أسد سهامه يرميه على بعد الدار بالحتف النافذ والموت القاصد قد عبا له المنايا على متون الخيل، وناط له البلايا بأسنة الرماح وشفار السيوف، فهو كما قال الشاعر:

  لشتان ما بيني وبين ابن خالد ... أمية في الرزق الذي الله يقسم

  يقارع أتراك ابن خاقان ليله ... إلى أن يرى الإصباح لا يتلعثم

  وآخذها حمراء كالمسك ريحها ... لها أرج من دنها يتنسم

  فيصبح من طول الطراد وجسمه ... نحيل وأضحي في النعيم أصمم

  وأمية المذكور في هذا الشعر، هو أمية بن عبد الله، بن خالد، بن أسيد، بن أبي العيص، بن أمية، بن عبد شمس، كان والي خراسان وحارب الترك والشعر للبعيث.

  يقول أمير المؤمنين #: شتان بين يومي في الخلافة مع ما انتقض علي من الأمر، ومنيت به من انتشار الحبل واضطراب أركان الخلافة، وبين يوم عمر حيث وليها على قاعدة ممهدة وأركان ثابتة وسكون شامل، فانتظم أمره واطرد حاله وسكنت أيامه.

  قوله #: فيا عجبا أصله فيا عجبي، كقولك: يا غلامي، ثم قلبوا الياء ألفا، فقالوا: يا عجبا، كقولهم: يا غلاما، فإن وقفت وقفت على هاء السكت، فقلت: يا عجباه، ويا غلاماه، قال ا: لعجب منه، وهو يستقيل المسلمين من الخلافة أيام حياته، فيقول أقيلوني، ثم يعقدها عند وفاته لآخر، وهذا يناقض الزهد فيها والاستقالة منها وقال شاعر من شعراء الشيعة:

  حملوها يوم السقيفة ... أوزارا تخف الجبال وهي ثقال