عهد أبي بكر بالخلافة إلى عمر بن الخطاب
  شتان ما يومي على كورها ... ويوم حيان أخي جابر
  أرمي بها البيداء إذ هجرت ... وأنت بين القرو والعاصر
  في مجدل شيد بنيانه ... يزل عنه ظفر الطائر
  تقول شتان ما هما وشتان هما، ولا يجوز شتان ما بينهما إلا على قول ضعيف.
  وشتان، أصله شتت كوشكان ذا خروجا من وشك وحيان وجابر ابنا السمين الحنفيان، وكان حيان صاحب شراب، ومعاقرة خمر، وكان نديم الأعشى، وكان أخوه جابر أصغر سنا منه، فيقال: إن حيان قال للأعشى: نسبتني إلى أخي، وهو أصغر سنا مني؟ فقال: إن الروي اضطرني إلى ذلك، فقال: والله لا نازعتك كأسا أبدا ما عشت، يقول: شتان يومي وأنا في الهاجرة والرمضاء أسير على كور هذه الناقة، ويوم حيان، وهو في سكرة الشراب ناعم البال مرفه من الأكدار، والمشاق والقرو شبه حوض يتخذ من جذع أو من شجر ينبذ فيه، والعاصر الذي يعتصر العنب والمجدل الحصن المنيع.
  وشبيه بهذا المعنى قول الفضل بن الربيع في أيام فتنة الأمين يذكر حاله وحال أخيه المأمون، إنما نحن شعب من أصل إن قوي قوينا، وإن ضعف ضعفنا، وإن هذا الرجل قد ألقى بيده إلقاء الأمة الوكعاء يشاور النساء، ويقدم على الرؤيا قد أمكن أهل الخسارة واللهو من سمعه فهم يمنونه الظفر ويعدونه عقب الأيام، والهلاك أسرع إليه من السيل إلى قيعان الرمل، ينام نوم الظربان وينتبه انتباه الذئب، همه بطنه وفرجه لا يفكر في زوال نعمة ولا يروى في إمضاء رأي ولا مكيدة، قد شمر له عبد الله