72 - ومن كلام له # قاله لمروان بن الحكم بالبصرة
  ومعنى قوله إنها كف يهودية أي غادرة واليهود تنسب إلى الغدر والخبث وقال تعالى {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}[المائدة: ٨٢].
  و السبة الاست بفتح السين سبه يسبه أي طعنه في الموضع ومعنى الكلام محمول على وجهين.
  أحدهما أن يكون ذكر السبة إهانة له وغلظة عليه والعرب تسلك مثل ذلك في خطبها وكلامها قال المتوكل لأبي العيناء إلى متى تمدح الناس وتذمهم فقال ما أحسنوا وأساءوا ثم قال يا أمير المؤمنين إن الله تعالى رضي عن واحد فمدحه وسخط على آخر فهجاه وهجا أمه قال {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ٣٠}[ص: ٣٠] وقال {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ١٣}[القلم: ١٣] والزنيم ولد الزنا.
  الوجه الثاني أن يريد بالكلام حقيقة لا مجازا وذلك لأن الغادر من العرب كان إذا عزم على الغدر بعد عهد قد عاهده أو عقد قد عقده حبق استهزاء بما كان قد أظهره من اليمين والعهد وسخرية وتهكما.
  والإمرة الولاية بكسر الهمزة وقوله كلعقة الكلب أنفه يريد قصر المدة وكذلك كانت مدة خلافة مروان فإنه ولي تسعة أشهر.
  والأكبش الأربعة بنو عبد الملك الوليد وسليمان ويزيد وهشام ولم يل الخلافة من بني أمية ولا من غيرهم أربعة إخوة إلا هؤلاء.
  وكل الناس فسروا الأكبش الأربعة بمن ذكرناه وعندي أنه يجوز أن يعني به