شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مروان بن الحكم ونسبه وأخباره

صفحة 153 - الجزء 6

  فأقام مروان ومضى عبد الرحمن فلما قدم على معاوية دخل إليه وهو يعشي الناس فأنشده

  أتتك العيس تنفخ في براها ... تكشف عن مناكبها القطوع

  بأبيض من أمية مضرحي ... كأن جبينه سيف صنيع

  فقال له معاوية أزائرا جئت أم مفاخرا مكابرا فقال أي ذلك شئت فقال ما أشاء من ذلك شيئا وأراد معاوية أن يقطعه عن كلامه الذي عن له فقال له على أي ظهر جئتنا فقال على فرس قال ما صفته قال أجش هزيم يعرض بقول النجاشي في معاوية يوم صفين

  ونجا ابن حرب سابح ذو علالة ... أجش هزيم والرماح دوان

  إذا قلت أطراف الرماح تناله ... مرته له الساقان والقدمان

  فغضب معاوية وقال إلا أنه لا يركبه صاحبه في الظلم إلى الريب ولا هو ممن يتسور على جاراته ولا يتوثب بعد هجعة الناس على كنائنه وكان عبد الرحمن يتهم بذلك في امرأة أخيه فخجل عبد الرحمن وقال يا أمير المؤمنين ما حملك على عزل ابن عمك الخيانة أوجبت ذلك أم لرأي رأيته وتدبير استصلحته قال بل لتدبير استصلحته قال فلا بأس بذلك فخرج من عنده فلقي أخاه مروان فأخبره بما دار بينه وبين معاوية فاستشاط غيظا وقال لعبد الرحمن قبحك الله ما أضعفك عرضت للرجل بما أغضبه حتى إذا انتصر