طرف من أخبار عمر بن الخطاب
  وقيل لابن عباس لما أظهر قوله في العول بعد موت عمر ولم يكن قبل يظهره هلا قلت هذا وعمر حي قال هبته وكان امرأ مهابا.
  واستدعى عمر امرأة ليسألها عن أمر وكانت حاملا، فلشدة هيبته ألقت ما في بطنها، فأجهضت به جنينا ميتا فاستفتى عمر أكابر الصحابة في ذلك، فقالوا: لا شيء عليك إنما أنت مؤدب.
  فقال له علي #: (إن كانوا راقبوك فقد غشوك وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطئوا عليك غرة) يعني عتق رقبة فرجع عمر والصحابة إلى قوله.
  وعمر هو الذي شد بيعة أبي بكر ووقم المخالفين فيها فكسر سيف الزبير لما جرده، ودفع في صدر المقداد، ووطئ في السقيفة سعد بن عبادة.
  وقال اقتلوا سعدا قتل الله سعدا وحطم أنف الحباب بن المنذر الذي قال يوم السقيفة أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب وتوعد من لجأ إلى دار فاطمة (سلام الله عليها) من الهاشميين، وأخرجهم منها ولولاه لم يثبت لأبي بكر أمر ولا قامت له قائمة.
  وهو الذي ساس العمال، وأخذ أموالهم في خلافته، وذلك من أحسن السياسات.
  وروى الزبير بن بكار.
  قال: لما قلد عمر عمرو بن العاص مصر بلغه أنه قد صار له مال عظيم من ناطق، وصامت فكتب إليه أما بعد فقد ظهر لي من مالك ما لم يكن في رزقك ولا كان لك مال قبل أن أستعملك، فأنى لك هذا فو الله لو لم يهمني في ذات الله إلا من اختان في مال الله لكثر همي وانتثر أمري، ولقد كان عندي من المهاجرين الأولين من هو خير منك ولكني قلدتك رجاء غنائك فاكتب إلي من أين لك هذا المال وعجل.