شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

طرف من أخبار عمر بن الخطاب

صفحة 173 - الجزء 1

  وقال الرضي ¦ أيضا ويروى أن رسول الله ÷ خطب الناس، وهو على ناقة قد شنق لها، وهي تقصع بجرتها.

  قلت الجرة ما يعلو من الجوف، وتجتره الإبل والدرة ما يسفل وتقصع بها تدفع، وقد كان للرضي ¦ إذا كانت الرواية قد وردت هكذا أن يحتج بها على جواز أشنق لها، فإن الفعل في الخبر قد عدي باللام لا بنفسه قوله # فمني الناس، أي: بلي الناس قال:

  منيت بزمردة كالعصا

  والخبط السير على غير جادة والشماس النفار والتلون التبدل و، الاعتراض السير لا على خط مستقيم، كأنه يسير عرضا في غضون سيره طولا، وإنما يفعل ذلك البعير الجامح الخابط وبعير عرضي يعترض في مسيره؛ لأنه لم يتم رياضته وفي فلان عرضية، أي: عجرفة وصعوبة.

طرف من أخبار عمر بن الخطاب

  وكان عمر بن الخطاب صعبا عظيم الهيبة، شديد السياسة لا يحابي أحدا، ولا يراقب شريفا ولا مشروفا، وكان أكابر الصحابة يتحامون ويتفادون من لقائه، كان أبو سفيان بن حرب في مجلس عمر وهناك زياد ابن سمية وكثير من الصحابة، فتكلم زياد فأحسن، وهو يومئذ غلام فقال علي # وكان حاضرا لأبي سفيان وهو إلى جانبه لله هذا الغلام لو كان قرشيا لساق العرب بعصاه.

  فقال له أبو سفيان: أما والله لو عرفت أباه لعرفت أنه من خير أهلك.

  قال: ومن أبوه.

  قال: أنا وضعته والله في رحم أمه.

  فقال علي #: فما يمنعك من استلحاقه قال أخاف هذا العير الجالس أن يخرق علي إهابي