شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

74 - ومن كلام له # لما بلغه اتهام بني أمية له بالمشاركة في دم عثمان

صفحة 169 - الجزء 6

٧٤ - ومن كلام له # لما بلغه اتهام بني أمية له بالمشاركة في دم عثمان

  أَ وَلَمْ يَنْهَ بَنِي أُمَيَّةَ عِلْمُهَا بِي عَنْ قَرْفِي أَ وَمَا وَزَعَ اَلْجُهَّالَ سَابِقَتِي عَنْ تُهَمَتِي وَلَمَا وَعَظَهُمُ اَللَّهُ بِهِ أَبْلَغُ مِنْ لِسَانِي أَنَا حَجِيجُ اَلْمَارِقِينَ وَخَصِيمُ اَلنَّاكِثِينَ اَلْمُرْتَابِينَ وَعَلَى كِتَابِ اَللَّه تُعْرَضُ اَلْأَمْثَالُ وَبمَا في اَلصُّدُورِ تُجَازَى اَلْعِبَادُ القرف العيب قرفته بكذا أي عبته ووزع كف وردع ومنه قوله لا بد للناس من وزعة جمع وازع أي من رؤساء وأمراء والتهمة بفتح الهاء هي اللغة الفصيحة وأصل التاء فيه واو.

  والحجيج كالخصيم ذو الحجاج والخصومة يقول # أما كان في علم بني أمية بحالي ما ينهاها عن قرفي بدم عثمان وحاله التي أشار إليها وذكر أن علمهم بها يقتضي ألا يقرفوه بذلك هي منزلته في الدين التي لا منزلة أعلى منها وما نطق به الكتاب الصادق من طهارته وطهارة بنيه وزوجته في قوله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب: ٣٣]

  وقول النبي ÷ أنت مني بمنزلة هارون من موسى وذلك يقتضي عصمته عن الدم الحرام