شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

75 - ومن خطبة له #

صفحة 172 - الجزء 6

٧٥ - ومن خطبة له #

  رَحِمَ اَللَّهُ اِمْرَأً [عَبْداً] سَمِعَ حُكْماً فَوَعَى وَدُعِيَ إِلَى رَشَادٍ فَدَنَا وَأَخَذَ بِحُجْزَةِ هَادٍ فَنَجَا رَاقَبَ رَبَّهُ وَخَافَ ذَنْبَهُ قَدَّمَ خَالِصاً وَعَمِلَ صَالِحاً [نَاصِحاً] اِكْتَسَبَ مَذْخُوراً وَاِجْتَنَبَ مَحْذُوراً رَمَى غَرَضاً وَأَحْرَزَ عِوَضاً كَابَرَ هَوَاهُ وَكَذَّبَ مُنَاهُ جَعَلَ اَلصَّبْرَ مَطِيَّةَ نَجَاتِهِ وَاَلتَّقْوَى عُدَّةَ وَفَاتِهِ رَكِبَ اَلطَّرِيقَةَ اَلْغَرَّاءَ لَزِمَ اَلْمَحَجَّةَ اَلْبَيْضَاءَ اِغْتَنَمَ اَلْمَهَلَ وَبَادَرَ اَلْأَجَلَ وَتَزَوَّدَ مِنَ اَلْعَمَلِ الحكم هاهنا الحكمة قال سبحانه {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ١٢}⁣[مريم: ١٢] ووعى حفظ وعيت الحديث أعيه وعيا وأذن واعية أي حافظة ودنا قرب والحجزة معقد الإزار وأخذ فلان بحجزة فلان إذا اعتصم به ولجأ إليه.

  ثم حذف # الواو في اللفظات الأخر فلم يقل وراقب ربه ولا وقدم خالصا وكذلك إلى آخر اللفظات وهذا نوع من الفصاحة كثير في استعمالهم.

  واكتسب بمعنى كسب يقال كسبت الشيء واكتسبته بمعنى.

  والغرض ما يرمى بالسهام يقول رحم الله امرأ رمى غرضا أي قصد الحق كمن يرمي غرضا يقصده لا من يرمي في عمياء لا يقصد شيئا بعينه.