77 - ومن كلمات كان # يدعو بها
  ويجوز أيضا أن يكون في الدعاء نفسه مصلحة ولطف للمكلف لقد حسن منا الاستغفار للمؤمنين والصلاة على الأنبياء والملائكة.
  وأيضا فليس كل أفعال البارئ سبحانه واجبة عليه بل معظمها ما يصدر على وجه الإحسان والتفضل فيجوز أن يفعله ويجوز ألا يفعله.
  فإن قلت فهل يسمى فعل الواجب الذي لا بد للقديم تعالى من فعله إجابة لدعاء المكلف.
  قلت لا وإنما يسمى إجابة إذا فعل سبحانه ما يجوز أن يفعله ويجوز ألا يفعله كالتفضل وأيضا فإن اللطف والمصلحة قد يكون لطفا ومصلحة في كل حال وقد يكون لطفا عند الدعاء ولو لا الدعاء لم يكن لطفا وليس بممتنع في القسم الثاني أن يسمى إجابة للدعاء لأن للدعاء على كل حال تأثيرا في فعله.
  فإن قيل أيجوز أن يدعو النبي ÷ بدعاء فلا يستجاب له.
  قيل إن من شرط حسن الدعاء أن يعلم الداعي حسن ما طلبه بالدعاء وإنما يعلم حسنه بألا يكون فيه وجه قبح ظاهر وما غاب عنه من وجوه القبح نحو كونه مفسدة يجب أن يشترطه في دعائه ويطلب ما يطلبه بشرط ألا يكون مفسدة وإن لم يظهر هذا الشرط في دعائه وجب أن يضمره في نفسه فمتى سأل النبي ربه تعالى أمرا فلم يفعله لم يجز أن يقال إنه ما أجيبت دعوته لأنه يكون قد سأل بشرط ألا يكون مفسدة فإذا لم يقع ما يطلبه فلأن المطلوب قد علم الله فيه من المفسدة ما لم يعلمه النبي ÷ فلا يقال إنه ما أجيب دعاؤه لأن دعاءه كان مشروطا وإنما يصدق قولنا ما أجيب دعاؤه على من طلب أمرا طلبا مطلقا غير مشروط فلم يقع والنبي ÷ لا يتحقق ذلك في حقه